يتسم ذوو الإعاقة الفكرية بمجموعة من الخصائص؛ يمكن ذكرها على النحو التالي:
أولاً: الخصائص اللغوية
يتسم ذوو الإعاقة الفكرية بمجموعة من الخصائص اللغوية والتي تتمثل في اضطراب اللغة الاستقبالية؛ فقد نجد أن المعاقين فكرياً يصعب عليهم ربط الكلمات المنطوقة مع الأشياء، الأعمال، المشاعر، وعدم امتلاك لغة لها معنى للتعبير عن الأشياء، وذلك لأن الطفل لا يفهم ما يسمع، بالإضافة إلى صعوبة في اتباع التعليمات التي توجه إلى الطفل، وكذلك صعوبة في تعلم المعاني المتعددة للكلمة الواحدة، وصعوبة في تعلم معنى أجزاء معينة من الكلام، كالصفات وحروف الجر (عربيات، 2011، 178).
كما يتسم المعاقون فكرياً بقصور في الاستخدام الاجتماعي للغة والذي يعرف على أنه اضطراب في الأسلوب الذي يتم بموجبه استخدام اللغة في المواقف الاجتماعية المختلفة، فاللغة ليست ذاتية النظام إذ لا يمكن الوصول إلى المعنى بالاعتماد على عناصرها الذاتية فحسب وإنما تعتمد اعتماداً تاماً على المجتمع الذي تستخدم فيه لتحقيق وظائف معينة ذات خصائص محددة في مواقف اجتماعية بعينها، فالمعنى هو الوظيفة في السياق حالاً ومقالاً، والعبارة أو جزء منها لا تكون ذات معنى إلا إذا استعملت على نحو ملائم في سياق اجتماعي صحيح (هاشم، 2011، 130).
كذلك يتسم المعاقون فكرياً باضطرابات في اللغة التعبيرية والتي تتمثل في العجز عن المشاركة في المحادثة، وعدم القدرة على تقليد الكلام في مرحلة النمو المبكر، والصعوبة في إمكانية استخدام الكلمات أو الجمل، بالإضافة إلى ميل الطفل إلى الهدوء والإذعان واللامبالاة. والافتقار إلى التعبيرات الوجهية الملائمة (عربيات، 2011، 179).
ثانياً: الخصائص السلوكية
يتسم ذوو الإعاقة الفكرية بالعديد من الخصائص السلوكية؛ كالسلوكيات النمطية والتي تتمثل في سلوكيات نمطية حركية Stereotyped motor behaviors مثل هز الجسم في وضع الجلوس أو الوقوف، والتمايل بالرأس، والرفرفة باليدين، والمشي على أطراف الأصابع، والقفز بسرعة وبشكل متكرر، وتدوير الأشياء. وكذلك الاصرار على نفس الشيء Insistence on sameness والذي يتضمن صعوبة تغيير الروتين، والغضب للتغييرات التافهة في البيئة، ووجود سلوكيات قهرية واستحواذية. بالإضافة إلى الانشغال المتكرر بالأشياء Repetitive Manipulation of Objects، وسلوكيات إيذاء الذات المتكررة Repetitive Self-Injurious Behaviors والتي تتضمن سلوكيات ضرب الرأس، وعض اليد، وفرك العينين، وصرير الأسنان (Vaan et al., 2020; Richards et al., 2012; Joostenet al., 2012).
ثالثاً: الخصائص الحسية
يتسم ذوو الإعاقة الفكرية بقصور في المعالجة الحسية؛ والذي يحدث عندما يواجه الجهاز العصبي للطفل صعوبة في تنظيم المعلومات الحسية في شكل الاستجابات السلوكية والفسيولوجية المناسبة، والتي تنشأ من المعالجة غير الصحيحة للحواس مثل البصر والصوت واللمس والذوق والرائحة ( Alibrandi , 2014 , 1 )، ويؤثر هذا القصور على مجالات حياة المعاقين فكرياً، فعلى بسيل المثال أشارت نتائج دراسة “ Engel-Yeger et al., 2016” إلى أن اضطراب المعالجة الحسية يؤدي إلى مشكلات في تناول الطعام لدى ذوي الإعاقة الفكرية. كما أشارت نتائج دراسة “ Gal et al . , 2010; Joosten & Bundy,2010 “ إلى أن اضطراب المعالجة الحسية يترتب عليه ظهور الحركات النمطية لدى ذوي الإعاقة الفكرية.